للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج الرزمة من وراء القصيل الذي هو علف الدواب وأعطاها الرزمة وانفصلت ورجع إلى موضعه، واشتهرت القصة ورفعت إلى السلطان ولبتت عنده، فوجه الوزير إليه وقال له بعد حديث كثير: السلطان يرغب منك أن تعرفه الوجه الذي توصلت به إلى هذا، ما هو؟ فقال له: أنت وزيره، ولو كان بينك وبينه سر تعرفني به؟ قال: لا، قال له: سلم على الملك وقل سر بين العبد ومولاه لا يطلع عليه سواه فانفصل عنه. ثم رجع إليه بعد وقت وقال له: سمع السلطان انك تسافر فأين تريد مغربا أو مشرقا؟ قال له مشرقا أن شاء الله. قال: فيعينك على سفرك بزاد، قال: لا، يكفيني ما عند الجواد، فانفصل إلى المشرق إلى بلده بالموصل.

وحكي أن في يوم وصوله إلى البلد وصل والناس منصرفون عن قبر أبيه وكان له مال جليل، فطلبه إخوته بالحضور معهم لقسم الميراث، فقال لهم: إني أحب أن لا أرث ولا أورث، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقةوسلم لهم الميراث وانفصل في سياحته واستمر على عبادته إلى أن مات رحمه الله ونفع به وبأمثاله آمين.

<<  <   >  >>