البخاري المذكور، وهذا السند عال وقد روى عنه الأندلسيون ببجاية، لقصور سندهم عن هذا السند.
روى عنه أبو بكر ابن محرز، فإن سند أبي بكر في البخاري، سند قاصر عن هذا السند، وهذا السند أعلى منه، وهو من أعلى الأسانيد ومن أحسن ما تلقى، وذكر الشيخ الصالح أبو عبد الله ابن القائد القصار رحمه الله، قال حضرت مع السيدين الصالحين، العالمين العاملين، أبي زكريا الزواوي، وأبي الحسن بن أبي نصر فتح بن عبد الله، نفع الله بهما ورضي عنهما، في عام خمسة وستمائة مجلسا، سأل فيه الشيخ أبو زكرياء الشيخ أبا الحسن عن رحلته إلى المشرق، وما رأى من الغرائب وما شاهد من العجائب، فقال له: حضرت بعض دروس العلم في عام اثنين وستمائة مع حفيد من حفدة سلالة الشيخ الطاهر المبارك عمار المعمر بما سبق له من بركة دعاء النبي، صلى الله عليه وسلم، ورغبت منه يرينيه لأتبرك به ففعل، ودخلت معه إليه، رضي الله عنه، فوجدته في مهد ملفوفا بقطن وعيناه تتقدان كأنهما اليواقيت، ولحيته كحلاء وقد تجددت بعد سقوطها، فسلمت عليه فرد علي فقال له حفيده: يا جداه هذا طالب من المغرب يقرأ معي، ورغب مني أن يراك ويتبرك بك وتدعو له، قال: فدعا لي رضي الله عنه بصوت خفي مفهوم سمعته، وقلت له يا سيدي، أنت رأيت سيد الأولين والآخرين محمدا صلى الله عليه وسلم، فعساك تحدثني أرويه عنك وأرويه، فقال نعم، كان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم يوصينا أن نكثر من القرآن بسور قلائل من