للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو} والحمد لله رب العالمين. ويذكر بعد حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو مضمونه، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سأله عن سببه أو عن سنته، فقال المعرفة رأس ما في، العقل أصل ديني، الحب أساسي، الشوق مركبي، ذكر الله أنسي، الثقة كنزي، الحزن رفيقي، العلم سراجي، الصبر ردائي، الرضى غنيمتي، الفقر تجري، الزهد حرفتي، اليقين قوتي، الأرق شفعتي، الطاعة حسبي، الجهاد خلقي، قرة عيني في الصلاة. وفي رواية وثمرة فؤدي في ذكره، رغمي لأجل شوقي إلى ربي، ثم يقرأ سورة "يس" و"الدخان" و"الواقعة" قراءة بطيئة، بتأمل وتفهم. هذا هو منتهى حزبه رضي الله عنه.

وتوفي رحمه الله بحماه من بلاد الشام، سنة سبع وثلاثين وستمائة، هكذا ذكر القضاعي في التكملة، وذكر بعض الناس إنه لما رجع من المغرب إلى بلاد مصر، كانت إقامته منها ببلاد بلبيس، واجتمع عليه بها كبراء أهلها وأخذوا عنه وأتبعوه، وكان قصده التوجه إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتهيأ له إليها مسير، فتوجه إلى الشام ولم يستصحب معه ولده ولا أحدا من أصحابه إلا زوجة خاصة، وذلك والله أعلم لما علم إنه يموت هنالك، فلما وصل إلى الشام كانت إقامته منها بحماه حرسها الله، فأقبل عليه وأخذوا عنه، فلما قرب موته قال لأصحابه: "إذا كان يوم الثاني عشر من شعبان، نسافر عنكم" فقرب الشهر ولم يروا عليه أهبة السفر، فتعجبوا من ذلك، وكان به الإسهال، فلم يزل يزيد به الإسهال حتى انحله، ولم ينقص من أوراده شيئا رضي الله عنه مع

<<  <   >  >>