للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى عنه بواسطة عن الأستاذ أبي ذر مصعب بن محمد عنه، وهذا مما يدل على فضله، فان المألوف أن الإنسان إذا شارك في الشيخ لا يروى عنه بواسطة، غير أن هذا إنما هو من رعونات النفس، والحق أن الإنسان كيف ما وجد الفائدة تلقاها. ومنهم القاضي الإمام أبو علي المسيلي، ومنهم القاضي ميمون بن جبارة وأبو العباس ابن مبشر، ولقي غير هؤلاء بالقلعة والجزائر وتلمسان وغيرها من بلاد المغرب.

ومن جملة من أخذ عنه، القاضي العالم أبو عبد الله محمد بن عبد الحق بن سليمان التلمساني وغير هؤلاء من صدور العلماء، ورأيت له "برنامجا" ذكر فيه شيوخه ومقرؤاته من الكتب يشتمل على مائتين كتابا واثنين وعشرين كتابا، كلها مسندة إلى مؤلفيها مذكور السند فيها، وما رأيت برنامجا أحسن منه، لأن أكثر البرنامجات تقع فيها الإحالات، أما في الكل أو في البعض، إلا هذا البرنامج، فإنه ما أحال فيه على كتاب أصلا، وذكر فيه إنه لخص كتاب الطبري، يعني تاريخه وكل من روى عنه فما هو إلا من الجلة الأعلام، واشتهر عنه رحمه الله من التحصيل والعلم أكثر مما اشتمل عليه برنامجه، والذي يدل عليه برنامجه من علومه، هو علم القرآن العزيز وعلم الحديث وعلم الأصول وعلم النحو وعلم الأدب والتاريخ وعلوم الرقائق والأذكار، وكان له في كل فن من هذه الفنون حظ وافر وعلم ماهر.

ولي قضاء الجزائر الخضراء ثم صرف عنها وولي قضاء "سلا" سنة ثلاث عشر وستمائة.

<<  <   >  >>