للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسم هذه البلدة؟ قالوا له الطينة، قال لهم: حنت الطينة إلى الطينة. وبها توفى رحمه الله. ومما يؤثر عنه، إنه كان في بعض أسفاره في البرية وكان رجل من أصحابه قد أسر، فسمعه الفقراء يقول: إلينا يا أحمد، فقال له أحدهم: يا سيدي من أحمد الذي ناديته في هذه البرية؟ فقال: من تسرون به غدا أن شاء الله فلما من الغد، ورد الشيخ وأصحابه بلدة "قابس" فعند دخولهم إذا بالرجل المأسور، فقال الشيخ للفقراء هنيئا لنا باقتحام العقبة صافحوا أخاكم المنادي.

ومن مناقبه نفع الله تعالى به، إنه لما نزل ببلدة قابس برباط البحر المعروف بمسجد الصهريج، جاءه الشيخ الصالح المبارك أبو إسحاق الورقاني نفع الله تعالى به وجميع أصحابه برسم الزيارة، فوافق وصوله وصول الشيخ الفاضل الصالح المبارك الوالي أبي عبد الله الصنهاجي نفع الله به مع جملة أصحابه للزيارة أيضا، فوجدوا الشيخ أبا الحسن، رضي الله عنه، قد خرج إلى موضع بخارج المدينة برسم خلوة، فجلسوا منتظرين إليه، فلم يمكث إلا قليلا إذا أقبل الشيخ على هيئة معتبرة متفكرا، فلما دخل الرباط سلم على الواصلين برسم الزيارة، وحي المسجد وأقبل على الفقراء -وأثر العبرة على وجنته- فقال ايتوني بمداد، فلما أحضر بين يديه تأوه تأوها كاد أن يحرق بنفسه جلساءه، وجعل يكتب في اللوح هذه الأبيات:

لا تلتفت بالله يا ناظري ... لا هيف كالغصن الناضر

يا قلب واصرف عنك وهم النقا ... وخل عن سرب حمى حاجز

ما السرب ما البان وما لعلع ... ما الخيف ما ظبي بني عامر

<<  <   >  >>