نزيل تلمسان وأبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري المعروف بالأندلسي. ومن أهل المشرق، أبو البركات عبد القوي بن عبد العزيز بن الحباب وأبو الحسن علي بن يوسف بن بندار من أصحاب أبي الوقت وأبو الطاهر إسماعيل بن ظافر القلعي وغيرهم، ولا يكاد كتاب من الكتب الموضوعة في الإسلام إلا وله فيه رواية، أما بعموم أو خصوص. ويتصل إسنادي عنه من طريق الشيخين المقرئين أبي عبد الله ابن صالح وأبي العباس ابن خضر.
رحل إلى العدوة واستوطن بجاية، ودرس بها واقرأ وروى واسمع وصنف وألف، وهو ممن لا ينكر فضله، ولا يجهل نبله، له تآليف حسنة، ونزعات في علم الأدب بارعة مستحسنة.
وكان أول وصوله من الأندلس إلى العدوة رسولا عن والي بلنسية، وقضى رسالته عند ملك افريقية في حديث طويل، ورجع إلى الأندلس ثم رجع إلى العدوة قاصدا استيطانها، فتخير سكنى بجاية، ثم استدعاه أمير المؤمنين المستنصر إلى حضرته فدخل عليه فأعجبه منطقه ورواه من نبله وفضله أضعاف ما قدر أن يراه، وأول إنشاده لما مثل بين يديه:
بشراي باشرت الهدى والنورا ... في قصدي المستنصر المنصورا
وإذا أمير المؤمنين لقيته ... لم الق إلا نصرة وسرورا