وأي نوع انتقلت إليه من فرعي أدبه قلت إنه أحسن، ونظمه غزير وأدبه كثير. وهو مشهور بين أيدي الناس. ومن مستحسن نظمه القصيدة الدالية:-
يا حادي الركب قف بالله يا حادي ... وارحم صبابة ذي نأي وإبعاد
ما ينبغي عنك إلا أن تصيخ له ... سمعا ليسأل عمن حل بالوادي
فهل لديك عن الأحباب من خبر ... وهل نزلت بذاك الربع والنادي
حيث اللوى يرتقى سامي اللواء به ... ويلتقي عنده الحاضر والبادي
وحيث تلك القباب البيض قد رفعت ... يلتاح من فوقها ذاك السنى البادي
بالله أن كنت قد خيمت عندهم ... بالمنحنى بين أنجاد واجواد
هات الحديث عن المغنى وساكنه ... وارفع إلى سنة العلياء إسنادي
وروني من حديث القوم أعذبه ... فإنه الذي يشفي علة الصادي
بين الجوانح نار للجوى وقدت ... فإن قدرت فأخمد بعض إخماد
هيهات تستطيع إخمادا وذكرهم ... يزيد نار ضلوعي نار إيقاد
وجدي بهم وجدذات الظمء حيل بها ... عن وردها صرف رواد ووراد
اشتاقهم فإذا رمت الوصول بهم ... ألفي القواطع عن إلفي بمرصاد
من لي بهم والنوى تبدي مناقضتي ... وتبدل الوعد لي منها بإيعاد
هم علتي وروائي كيف لي بهم ... أنا العليل ولكن أين عوادي
من بعد بعدهم دار الاساجد لي ... فهل أرى نشده من بعد إنجاد
لله عهدهم ما كان لى كرم ... كم أكرموني بإسعاف وإسعاد
وكم معاهد انس لي بأربعهم ... وفي مها الحسن والحسن بميعاد
رقت ورقت معانيها فمن قمر ... حيا بغرته أو شادن شادي
يا طيب عيشي بهم لو أن ساعته ... تفدي لكان لها عمري هو الفادي
تلك الحياة وهم أرواحنا فإذا ... ما فارقونا فلا نفع بأجساد