للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها ولا أصح، ولقد رأيت منه نسخا كثيرة منتقدة إلا هذه النسخة، ولقد يجب أن تكون هذه النسخة أصلا لهذا الكتاب حيث كان، ويقع التصحيح منها، وهذه النسخة من جملة الخزانة السلطانية ببجاية أبقاها الله وحفظها، ومن الغريب أني رأيت هذا الكتاب في سفر واحد، رأيته بحاضرة قسنطينة عند أمام جامع قصبتها المحروسة وهو المعروف بابن الغازي، وأكثر ما رأيته في ثمانية عشر سفرا وأقل ما رأيته في سفر، وهو بخط بين لا بأس به. ومن شعر الشريفة عائشة رحمها الله:

أخذوا قلبي وساروا ... واشتياقي أودعوني

لا عدا أن لم يعودوا ... فاعذروني أو دعوني

ويقال أنها بعثت بهما إلى ابن الفكون شاعر وقته، وقالت عارضهما أو زد عليهما، فكتب لها معتذرا عن الجواب، أن الاقتصار عليهما هو الصواب. ولها أيضا.

صدني عن حلاوة التشييع ... اجتنابي مرارة التوديع

لم يقم خير ذا بوحشة هذا ... فرأيت الصواب ترك الجميع

ولها في معنى المداعبة -وقد خطبها رجل من الأشراف كان أصلع- فلم تجبه إلى مراده، وقالت هذه الأبيات تداعب صاحبتها من الفتيات:

عذيري من عاشق أصلع ... قبيح الإشارة والمنزع

يروم الزواج بما لو أتى ... يروم به الصفع لم يصفع

برأس حويج إلى كية ... ووجه فقير إلى برقع

ولها رحمها الله ظرائف أخبار، ومستحسنات أشعار، لكن هذا الموضع لم يقصد به هذا المعنى فيقع منه الإكثار، وإنما المقصود منه صورة التعريف بالرجال، وذكر بعض شواهد الحال.

<<  <   >  >>