أن يغفر لها، فانصرفت عنه مغموما فلما كان بالليل رأيتها في المنام، فقالت لي عسى أن تذهب إلى عمه فلان اللحام لعله يشفعه أن يغفر لي، قال: فلما أصبحت سألت عن الرجل اللحام وأعلمته، فقال لي نعم، فذهبت معه إلى الرجل زوج المرأة فرغبناه أن يغفر لزوجته حقه قبلها فأبى من ذلك، فانصرفنا عنه مغمومين من أجل تلك المرأة، فأقمت مدة ثم رأيتها في النوم على أحسن حالة فقلت لها ما هذا؟ فقالت أتيت لأبشرك بأن الله تعالى قد غفر لي، فقلت لها بماذا غفر الله لك؟ فقالت: دفن بجوارنا رجل صالح فشفعه الله تعالى في كل من يجاور قبره من جهاته الأربع مسافة أربعين ذراعا، فكنت فيمن حاز قبري الأربعون ذراعا، فغفر الله تعالى لي.
وقبره رضي الله تعالى عنه عند مسجد الفقيه أبي زكرياء الزواوي رضي الله عنه، بخارج باب المرسى. وعليه وضع الفقيه أبو زكرياء رباطه ملتمسا بركته، ومجاورا ضريحه النير وتربته، ولم يتصل بي من حديثه رضي الله عنه سوى ما ذكرته ولا أعلم له وقت ولادة ولا وفاة ولا نسبا سوى شهرة اسمه، وما عرف من رسمه، رحمه الله ورضي عنه.