عبد المنعم الخزرجي (عرف بابن الفرس) وأبو بكر ابن طيب العتقي المرسي وأبو زيد عبد الرحمن بن عمر اليزناسني، وأبو العباس أحمد بن يوسف بن فرتون السلمي الفاسي نزيل سبتة، وغيرهم من فضلاء الأشياخ، له رواية واسعة ومعروفة بالقراءات، ما رأيت أتقن منه في القراءات ولا أضبط منه في طريق الروايات.
ألف كتابا في "مرسوم الخط" وهو كتاب حسن كثير الفائدة، وألف أيضا جزءا في بيان "تمكين ورش" حروف المد واللين الثلاثة، الألف والواو والياء إذا تقدمتهن الهمزة، وألف أيضا جزءا آخر في بيان مذهب ورش في تفخيم اللام وترقيقها.
كان رحمه الله، ناصحا مجدا مجتهدا، يرغب الطالب في الأخذ عنه ويعينه على ذلك، ولم يكن له عمل سوى الاشتغال بالقرآن على حال عفاف ونسك، وتخلى عن الناس إلى أن توفى رحمه الله.
روينا عنه بعض كتب الحديث، واستفدنا منه بالمشافهة في علم القراءات، وفي طريق الضبط ما حصلت به المنفعة بفضل الله، وقل ما كان بخير في طريق القراءات إلا بعد التحصيل الجيد لأنه كان مشددا في هذا المعنى، ولم يكن عنده فيه من المسامحة شيء.