للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبدأ بين يديه رحمه الله بقراءة الرقائق أولا وبعد ذلك بالفقه وأصول الفقه، وكان يقرأ التهذيب عليه ويقرأ الجلاب فيكثر البحث وتحتد القرائح ويجيء بالمسألة الخلافية فيرتضي أحد وجهيها، فيبحث عليه إلى أن يظهر الرجحان ويقع التسليم، ثم يأخذ الطرف الآخر ويلزم أصحابه ما كان هو يناظر عليه، فلا يزال إلى أن يظهر الرجحان في ذلك الطرف ويقع التسليم أيضا، وهذا من حدة فكره وجودة نظره، وكان له لسان يستنزل به العصم، وكان جادا طلبا، مناصبا لهم، وسيوسا مع ذلك لهم. كان قاضيا بذات العلمية، وولي المنصب مع ذلك في بلاده وفي بجاية كرتين، وتوجه رسولا إلى ملك المغرب مرارا من المستنصر بالله وما زال ناجح السعي، سديد الرأي. وكان سريع البديهة بالجواب، يطبق المفصل بموافقة الصواب.

<<  <   >  >>