الفقراء، ودخلوا عليه في وقت يحيا فيه المسجد فجلسوا من غير تحية، فأمرهم بالتحية، فقال له الطيار " ولذكر الله أكبر " وامتنع من الركوع، ووقع بينه وبينهم في هذا كلام، ولما ظهر منهم التوقف مع هذا المقال، وعدم النزوع عن هذا الحال، وقع العمل على نفيهم إلى المغرب، وإخراجهم من البلد. والنفي في حق هؤلاء وأمثالهم قليل، وإنما الواجب أن يعاملوا بأسوأ التمثيل. وهؤلاء جملة أغبياء لا علم ولا عمل ولا تصوف ولا فهم. وهم مع ذلك يجهلون الناس، ويعتقدون أن مبناهم على أساس، وما زال رحمه الله، متصل الأعمال، صالح الأحوال، إلى أن توفي رحمه الله ببجاية، في النصف الأول من ليلة الثلاثاء السابع لرجب عام إحدى وتسعين وستمائة، ودفن بعد صلاة الظهر بمقربة من الباب الجديد. وكان له مشهد عظيم، وقبره اليوم هناك مزور رحمه الله. وولد في عام واحد وستمائة.