الفقه وأصول الدين على طريقة الأقدمين، وكان في الفقه على طريقة القرويين، ولا يرى بالطريقة المتأخرة في الأصلين طريقة فخر الدين ومن تبعه، وكان ينكر علم المنطق، وكان يجلس للإقراء فتقرأ عليه الفنون الثلاثة الفقه وأصوله وأصول الدين.
وله "عقيدة" في علم الكلام، وكان الطلبة يحفظونها ويقرؤونها عليه. وكان مقدما للفتيا بحاضرة افريقية، وما زالت فتاويه تصل إلى بجاية، وأما العدالة فهي صفته والموضوعة رقى عنها لأنه واضعها.
وكان ذا ديانة، وفضيلة وصيانة، وما زال قدره رفيعا، وجنابه مكرما منيعا. ولي قضاء حاضره افريقية وهو من يتجمل القضاء به لأهليته الدينية والعلمية.
ومن ديانته رحمه الله، إنه كان إذا عرض عليه الرقيق للشراء، وحصل بمنزله وحضر وقت الصلاة، يأمر أهل منزله بتعليمه الفاتحة وسورة، ويأمره بالصلاة، فان تم الشراء بينه وبين البائع، استمر الرقيق على حاله وإلا فيعود وقد حصل ما يحصل له الفريضة. أخبرني بهذا من عرض عليه رقيقه للشراء ولم يتم البيع بينهما، فعاد الرقيق لربه وأخبره بهذه الصورة. وهذا من العقل المرضي وديانته وصيانته وروعه معلوم لا يشك فيه. توفي بحاضرة أفريقية في عشر الثمانين وستمائة.