للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحانه: (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر، وجاءكم النذير، فذوقوا فما للظالمين من نصير) (١).

فجعل سبحانه (التعمير) موجبا للتذكر والاستبصار، وميدانا للإيمان والاستذكار، وأقام (العمر) الذي هو الزمن بحياة الإنسان: حُجْة على الإنسان، كما أقام وجود الرسالة والنذارة حجة عليه أيضاً.

قال الحافظ ابن كثير (٢) في تفسير هذه الآية الكريمة: ((أي: أو ما عشتم في الدنيا أعمارا لو كنتم ممن ينتفع بالحق لانتفعتم به في مدة عمركم! قال قتادة: اعلموا أن طول العمر حجة، فنعوذ بالله أن نعير بطول العمر.

[إعذار الله لمن بلغه من العمر ستين سنة]

وروى البخاري في ((صحيحه)) (٣)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعذر الله عز وجل إلى امرىء أخر عمره حتى بلَّغَه ستين سنة))، وروى الإمام أحمد في ((مسنده)) (٤)، عن أبي هريرة أيضاً: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عَمَّره الله تعالى ستين سنة، فقد أعذر إليه في العمر)). أي أزال عذره ولم يبق له موضعا للاعتذار، إذ أمهله طول المدة المديدة في العمر.


(١) من سورة فاطر، الآية ٣٧.
(٢) في ((تفسيره)) ٥: ٥٨٩ - ٥٩٠.
(٣) ٢٣٨:١١، في كتاب الرقاق، (باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر).
(٤) ٤١٧:٢.

<<  <   >  >>