للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطابي، البستي، المولود سنة ٣١٩، والمتوفي سنة ٣٨٨ رحمه الله تعالى (١):

إذا ما خلوت صفا ذهني وعارضَنَي ... خواطر كطراز البرق في الظُّلَمِ

وإن توالى صياح الناعقين على ... أذني عرتني منه حكلة العَجَمِ (٢)

ومن العلم ما يكون خفيف العائدة، قليل الفائدة، تحصيله كمال، وفقده ليس بنقص، ونفعه قليل، والحاجة إليه أقل، فمثل هذا لا تصرف فيه الأوقات، ولا تشغل به النفوس والأذهان، فإن الاشتغال بالمفضول عائق عن الوصول إلى الفاضل والأفضل، ومستهلك من الوقت ونشاط الجسم ما يقعد بالمرء عن بلوغ ما يحب ويريد. قال صالح بن عبد القدوس (٣):

وإذا طلبت العلم فاعلم أنه ... حمل، فأبصر أي شيء تحمل

وإذا علمت بأنه متفاضل ... فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل

فينبغي للعاقل أن يصرف ذلك الذهن القوي، والوقت الغالي النفيس، في العمل الأفضل والمحصول الأطيب، ليكسب الأغنم والأمثل.

[استحسان أن يخادع المرء نفسه عند الملل والفتور]

جاء في كتاب ((الحث على طلب العلم)) لأبي هلال


(١) كما في ترجمته في ((يتيمة الدهر)) لصاحبه الثعالبي ٣٨٥:٤.
(٢) الحكلة: العجمة، وهي هنا أن لا يستطيع المرء البيان عما في نفسه، لتشتت ذهنه.
(٣) كما في ترجمته في ((لسان الميزان)) للحافظ ابن حجر ١٧٤:٣.

<<  <   >  >>