للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان هذا الإمام الباقعة في العلم يتقن خمس لغات: العربية، والسريلنية، والسنسكريتية، والفارسية، والهندية، وترك من المؤلفات في علوم الفلك والطب والرياضيات والأدب واللغة والتاريخ وغيرها ما زاد على ١٢٠ مؤلف. قال فيه المستشرق الكبير سخاو: ((إنه أكبر عقلية عرفها التاريخ)). وقال المستشرق المشهور سارطون: ((كان البيروني من أعظم عظماء الإسلام، ومن أكابر علماء العالم)). وانظر ترجمته وحياته العلمية في كتاب ((تراث العرب العلمي في الفلك والرياضيات)) لقدري حافظ طوقان (١).

[سليم الرازي إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ أو يتلو لا فراغ لديه]

وجاء في كتاب ((تبيين كذب المفتري)) للحافظ ابن عساكر (٢)، و ((طبقات الشافعية الوسطى)) لتاج الدين السبكي، في ترجمة الإمام سليم الرازي، أحد أئمة السادة الشافعية في عصره، المتوفي سنة ٤٤٧ رحمه الله تعالى، قول التاجي السبكي فيه: ((كان رحمه الله من الورع على جانب قوي، يحاسب نفسه على الأوقات، لا يدع وقتا يمضي بغير فائدة، إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ، وينسخ شيئا كثيراً.

قال الحافظ ابن عساكر: ولقد حدثني عنه شيخنا أبو الفرج الأسفراييني أنه نزل يوما إلى داره ورجع، فقال: قد قرأت جزءا في طريقي. قال أبو الفرج: وحدثني المؤمل بن الحسن أنه رأى سليما حفي عليه القلم، فإلى أن قطة جعل يحرك شفتيه، فعلم أنه يقرأ بإزاء إصلاحه القلم، لئلا يمضي عليه زمان وهو فارغ)). انتهى. أي لما شغلت يداه


(١) ص ٣١٠ـ٣٢١.
(٢) ص ٢٦٣.

<<  <   >  >>