للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكي أنه توجه يوما مع أصحابه للفرجة بدمشق، فلما بلغوا الموضع الذي أرادوه، غفلوا عنه بسويعة، فطلبوه فلم يجدوه، ثم فحصوا عنه فوجدوه منكبا على أوراق.

[حفظ ابن مالك ثمانية أبيات قبل موته تلقينا]

وأغرب من هذا في اعتنائه بالعلم: ما مر أنه حفظ يوم موته عدة أبيات، حدها بعضهم بثمانية أبيات، لقنه إياها ابنه، وهذا مما يصدق ما قيل: بقدر ما تتعنى، تنال ما تتمنى، فجزاه الله خيرا عن هذه الهمة العلية. وتوفي بدمشق سنة ٦٧٢، ودفن بسفح جبل قاسيون، وما يزال قبره معروفا هناك، رحمه الله تعالى)). انتهى.

[الإمام النووي لم يضع جنبه على الأرض نحو سنتين]

وقال الحافظ الذهبي في ((تذكرة الحفاظ)) (١) في ترجمة الإمام النووي (يحيى بن شرف الحوراني): ((هو الإمام الحافظ الأوحد، القدوة، شيخ الإسلام، علم الأولياء، محيى الدين أبو زكريا، يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي، صاحب التصانيف النافعة.

ولد سنة ٦٣١ - في بلدة نوا من حوران - وقدم دمشق سنة ٦٤٩، فسكن في المدرسة الرواحية يتناول خبز المدرسة، - قال: وبقيت نحو سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض - فحفظ ((التنبيه)) في أربعة أشهر ونصف، وقرأ ربع ((المهذب)) حفظا في باقي السنة على شيخه الكمال إسحاق بن أحمد.


(١) ١٤٧٢:٤. وابن قاضي شهبة في ((طبقات الشافعية)) ١٩٤:٢.

<<  <   >  >>