للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال العلامة ياقوت الحموي في كتابه ((معجم الأدباء)) (١)، في الترجمة الحافلة التي كتبها للإمام ابن جرير الطبري، وبلغت ٥٦ صفحة، والحافظ الخطيب البغدادي في ((تاريخ بغداد)) (٢)، ما أقطف منه هنا الجمل التالية من ترجمة هذا الإمام الجليل، ودخل حديث أحدهما في الآخر:

((حدث علي بن عبيد الله اللغوي السمسمي، عن القاضي أبي عمر عبيد الله بن أحمد السمسار (٣) وأبي القاسم بن عقيل الوراق: أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ قال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه! فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة، وأملاه في سبع سنين، من سنة ثلاث وثمانين ومئتين إلى سنة تسعين.

[عزم ابن جرير أن يؤلف التاريخ في ثلاثين ألف ورقة]

ثم قال لهم: أتنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا: كم قدره؟ فذكر نحوا مما ذكره في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك! فقال: إنا لله! ماتت الهمم! فاختصره في نحو مما اختصر ((التفسير))، وفرغ من تصنيفه ومن عرضه - أي قراءته - عليه يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاث مئة، وقطعه - أي ختمه وانتهى فيه عند الكلام - على آخر سنة اثنتين وثلاث مئة.


(١) ١٨: ٤٠ - ٩٦.
(٢) ٢: ١٦٢ - ١٦٩.
(٣) وقع في ((تذكرة الحفاظ)) للذهبي ٧١١:٢ (عبد الله ... ) بالتكبير. والظاهر أن الصواب بالتصغير كما جاء هنا وفي غير كتاب.

<<  <   >  >>