الحمد لله وكفى، وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى، وفي مقدمتهم سيدنا ورسولنا محمد المصطفى، وعلى آله وصحبه وتابعيه ومن بهم اهتدى واقتفى.
وبعد فهذه الصفحات وجيزة، كتبتها في بيان (قيمة الزمن عند العلماء)، وأردت بها التعريف بقيمة هذه النعمة العظيمة التي هي ميدان الحياة، في محيط العلم وأهله، وكيف يمكن أن تأتى بالعجائب المدهشات، إذا أحسن المرء الاستفادة منها، ونظم حياته وأوقاته بنظام، وبعد عن الوقوع في الفضول في الكلام والطعام والمجالس والاجتماعات واللقاءات .. ، فتكون له أوفر الآثار الزاكيات، وأطيب الحسنات الباقيات، ويخلد ذكره - بنفعه ومآثره - مع الخالدين المحسنين (١).
وجزى الله عنا خير الجزاء سلفنا الصالح وعلماءنا السابقين
(١) وكانت نواة هذه الصفحات كلمة قصيرة، ألقيتها لمدة عشر دقائق في ضمن محاضرة عامة مشتركة قام بها لفيف من الأساتذة، ودعت إليها إدارة كلية الشريعة بالرياض في ليلة يوم الاثنين ٢٨ من شعبان عام ١٣٩١، ثم نشرت تلك الكلمة في مجلة الكلية: ((أضواء الشريعة)) في العدد الخامس لعام ١٣٩٤.