للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحافظ المنذري يموت ابنه الغالي فيشيعه لباب المدرسة فقط]

قال الإمام تاج الدين السبكي في ((طبقات الشافعي الكبرى)) (١)، في ترجمة الحافظ المنذري: ((وقد درس بالآخرة في دار الحديث الكاملية، وكان لا يخرج منها إلا لصلاة الجمعة، حتى إنه كان له ولد نجيب محدث فاضل - هو رشيد الدين أبو بكر محمد، توفي سنة ٦٤٣، وكان أحد الأذكياء النبغاء الحفاظ - توفاه الله تعالى في حياته، ليضاعف له في حسناته، فصلى عليه الشيخ داخل المدرسة، وشيعه إلى بابها، ثم دمعت عيناه وقال: أودعتك يا ولدي الله تعالى، وفارقه)). ولم يخرج من المدرسة.

[ابن مالك كان يصلي أو يتلو أو يصنف أو يقرأ]

ومن الأئمة الكبار، الذين حافظوا على الساعات واللحظات، حتى وهم في غمرات الموت ووداع الحياة، وتعلقوا بتحصيل العلم قبيل ساعات الممات: الإمام ابن مالك النحوي صاحب ((الألفية)) وغيرها من أمهات كتب النحو، محمد بن عبد الله المولود سنة ٦٠٠ والمتوفي سنة ٦٧٢ رحمه الله تعالى، جاء في ترجمته في ((نفح الطيب)) للمقري (٢):

((كان رحمه الله تعالى كثير المطالعة، سريع المراجعة، لا يكتب شيئا من محفوظه حتى يراجعه في محله، وهذه حالة المشايخ الثقات، والعلماء الأثبات، ولا يرى إلا وهو يصلي أو يتلو أو يصنف أو يقرأ.


(١) ٢٦٠:٨.
(٢) ٢: ٢٢٢و٢٢٩.

<<  <   >  >>