للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحتل الذروة في مقام المحافظة على الزمن، ومعرفة نفاسته، وغلاء قيمه، والحرص على ملء الأوقات بالأعمال الزاكيات، والاستفادة من الخطرات واللحظات، تأليفا وتفكيرا، وتذكرا وتذكيرا: ما جاء في سيرة إمامين جليلين من كبار رجال فقهاء السادة الحنابلة، بل من كبار أئمة المسلمين، الأول منهما:

الإمام أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي تلميذ الحافظ الخطيب البغدادي، والثاني: الإمام أبو الفرج ابن الجوزي تلميذ تلامذة أبي الوفاء ابن عقيل، رحمهما الله تعالى، فأنقل من سيرة كل واحد منهما سطورا تغني في هذا المقام عن كتاب كبير، فأقول:

[ابن عقيل أحد أذكياء بني آدم]

أما الإمام أبو الوفا ابن عقيل الحنبلي على بن عقيل البغدادي، فقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في ((ذيل طبقات الحنابلة))، في ترجمته الحافلة الحافزة (١)، ما ملخصه: ((ولد سنة ٤٣١، وتوفي سنة ٥١٣، وكان من أفاضل العالم، وأذكياء بني آدم، مفرط الذكاء، متسع الدائرة في العلوم.

[ابن عقيل لا يضيع ساعة من عمره]

وكان يقول: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة.


(١) ١: ١٤٢ـ١٦٢. ومن ((المنتظم)) لابن الجوزي ٩: ٩٢و٢١٢ـ٢١٥.

<<  <   >  >>