قال: أمله علي، فإني أخاف أن لا ألقاك، فأمليته عليه، ثم أخرجت كتابي فقرأته عليه)). انتهى.
[إمامة يحيى بن معين في الحديث]
ولزيادة فهم هذا الخبر أرى أن أذكر طرفا من ترجمة الإمام يحيى بن معين، قال الحافظ الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (١)، في ترجمة يحيى بن معين: هو الإمام الحافظ، الجهبذ، سيد الحفاظ، ومالك الحفاظ، شيخ المحدثين، أبو زكريا، يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام، ولم يكن من العرب وإنما والى بعض بني مر منهم فقيل له: المري ولاء، البغدادي ولاة ومنشئا، أحد أعلام المحدثين الكبار. ولد في بغداد سنة ثمان وخمسين ومئة من الهجرة، ونشأ في بغداد، وكتب العلم وهو ابن عشر سنين، وكان أبوه معين من نبلاء الكتاب لعبد الله بن مالك على خراج الري، فخلف له ألف ألف درهم، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه!.
سمع الحديث من عبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق الصنعاني باليمن، ووكيع بن الجرح، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلق كثير سواهم، بالعراق والشام والجزيرة ومصر والحجاز.
وروى عنه الحديث الإمام أحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم،
(١) ٧١:١١ وما بعدها، وتذكرة الحفاظ ٤٢٩:٢ وما بعدها. وإنما ذكرت هذه الترجمة الوجيزة ليحيى بن معين هنا ـ استطرادا وخروجا عن منهج الكتاب ـ ليفهم خبره الذي أسلفت ذكره على الوجه المطلوب، فمعذرة.