للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نوعه، بل قل مثل ذلك في الإمام علي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وأمثالهم.

[حرص الجاحظ والفتح بن خاقان وإسماعيل القاضي على العلم]

وروى الخطيب البغدادي في كتابه ((تقييد العلم)) (١): ((عن أبي العباس المبرد، قال: ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة: الجاحظ -عمرو ابن بحر إمام أهل الأدب، ولد سنة ١٦٣، ومات سنة ٢٥٥ - ، والفتح بن خاقان - الأديب الشاعر أحد الأذكياء، من أبناء الملوك، اتخذه الخليفة المتوكل العباسي وزيرا له وأخا، واجتمعت له خزانة كتب حافلة من أعظم الخزائن، توفي سنة ٢٤٧ - ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي - الإمام الفقيه المالكي البغدادي، ولد سنة ٢٠٠، ومات سنة ٢٨٢ - .

فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع بيده كتاب قرأه من أوله إلى آخره، أي كتاب كان، حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر في الكتب.

وأما الفتح بن خاقان فإنه كان يحمل الكتاب في كمه أو في خفه، فإذا قام من بين يدي المتوكل للبول أو الصلاة، أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي، حتى يبلغ الموضع الذي يريده، ثم يصنع مثل ذلك في رجوعه، إلى أن يأخذ مجلسه. فإذا أراد المتوكل القيام لحاجة، أخرج الكتاب من كمه أو خفه، وقرأه في مجلس المتوكل إلى حين عوده.

وأما إسماعيل بن إسحاق القاضي، فإني ما دخلت عليه قط إلا


(١) ص ١٣٩.

<<  <   >  >>