للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العسكري (١): قال ابن جرو الموصلي (٢): ينبغي أن يؤخر الإنسان درسه للأخبار والأشعار لوقت ملله. وقال ابن المراغي (٣): ينبغي أن يخادع الإنسان نفسه في الدرس. انتهى.

قلت: يعني بهذا أن الإنسان إذا أدركه ملل أو لحقه فتور، فلا يحسن به أن يستجيب له ويقف عن متابعة الدرس والتحصيل، بل يعالج فتوره ويغالب ملله حتى يتغلب عليه، فينقشع الفتور والملل، ويأتي النشاط والانبساط.

[بعض ما يعالج به الملل ويطرد به النعاس والكسل]

ويحصل ذلك حينا بمضغ اللبان، أو الخروج قليلا من المكان المسقوف إلى الفضاء والهواء، أو بالانتقال والتحول من غرفة إلى غرفة، أو الاستحمام الخفيف بالماء البارد أو الحار، أو تناول شراب لطيف، أو طعام خفيف، أو المحادثة مع صديق أو جليس، أو إنشاد شعر، أو تلاوة قرآن بصوت جاهر، أو تغيير هيأة الجلوس، أو بالمشي أو الصعود، أو تبديل الكتاب المقروء أو الموضوع، أو نحو ذلك من


(١) ص ٦٦.
(٢) هو أبو القاسم عبيد الله بن محمد الأسدي المعتزلي، الأديب النحوي العروضي، أحد الأذكياء الحذاق، توفي سنة ٣٨٧، كما في ترجمته في ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي ٦٢:١٢.
(٣) هو أبو الفتح محمد بن جعفر الهمذاني ثم البغدادي، الأديب النحوي اللغوي، توفي سنة ٣٧١، كما في ((بغية الوعاة)) للسيوطي ٧٠:٢، وله ترجمة في ((معجم الأدباء)) ١٠١:١٨.

<<  <   >  >>