للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثعلب النحوي يجيب الدعوة بشرط أن يفرغ لمطالعة كتابه]

وقال أبو هلال العسكري في كتابه ((الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه)) (١): ((وحكي عن ثعلب - أحمد بن يحيى الشيباني الكوفي البغدادي، أحد أئمة النحو واللغة والأدب والحديث الشريف والقراءات، المولود سنة ٢٠٠، والمتوفي سنة ٢٩١ رحمه الله تعالى - أنه كان لا يفارقه كتاب يدرسه، فإذا دعاه رجل إلى دعوة، شرط عليه أن يوسع له مقدار مسورة - هي المتكأ من الجلد - يضع فيها كتابا ويقرأ.

[ثعلب صدمته أثناء مطالعته في الطريق فمات]

وكان سبب وفاته أنه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر، وكان قد لحقه صمم لا يسمع إلا بعد تعب، وكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق، فصدمته فرس فألقته في هوة، فأخرج منها وهو كالمختلط - أي المشوه العقل -، فحمل إلى منزله على تلك الحال وهو يتأوه من رأسه، فمات ثاني يوم، رحمه الله تعالى (٢).

[حفظ ابن جريرة لوقته وعزمه أن يفسر القرآن بثلاثين ألف ورقة]

وهذا الإمام ابن جرير الطبري شيخ المفسرين والمحدثين والمؤرخين، والإمام المجتهد العظيم، كان رحمه الله تعالى آية من الآيات، في استفادته من الوقت وحفاظه على ملئه بالتعلم والتعليم والكتابة والتأليف، حتى بلغت مؤلفاته من الكثرة - مع الإبداع والإتقان - العدد العجاب.


(١) ص ٧٧.
(٢) هذا الخبر في سبب وفاته من ((وفيات الأعيان)) لابن خلكان ١٠٤:١.

<<  <   >  >>