للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باطني شيء من الخمر. ولم يكن متزوجا. ووقف داره هذه، وكتبه، وأمواله على البيمارستان المنصوري (١).

[ابن النفيس كاشف الدورة الدموية قبل سبعة قرون]

وبالجملة: كان إماما عظيما، وكان كثير من الأفاضل يقولون: هو ابن سينا الثاني)). انتهى. ولا تنس أن ابن النفيس هو كاشف (الدورة الدموية) في البدن، منذ أكثر من سبعة قرون، ذلك الكشف العظيم الهائل في عالم الطب.

قال عبد الفتاح: وكان مع هذا الفضل العظيم والنبوغ الباهر في الطب وغيره، يتواضع فيصف نفسه في إجازاته للمستفيدين والمتخرجين به، باسم (المتطبب)، وهو إمام الطب والأطباء في عصره، كما تراه في نموذج من خطه الجميل، المصور في ترجمته في كتاب ((الأعلام)) للزركلي (٢).

[الشيخ ابن تيمية تآليف لا يمكن حصرها، بكسب الوقت]

وأعجب من ذلك حال شيخ الإسلام ابن تيمية أبي العباس أحمد بن عبد الحليم الحراني الدمشقي الحنبلي، المولود سنة ٦٦١، والمتوفي سنة ٧٢٨ رحمه الله تعالى، عن ٥٧ سنة وعن نحو خمس مئة مجلد تأليفا، كان لا يمكن أن يفوت من وقته ساعة دون تعليم أو تأليف


(١) لفظ (بيمارستان) مركب من كلمتين فارسيتين: (بيمار) بمعنى (مريض)، و (ستان) بمعنى محل أو دار، ومعناه: دار المرضى، ويقال له الآن: المستشفى. هذا وفاتنى ذكر الطبيب (ابن النفيس) في كتابي (العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج)، وسأدرجه فيه إن شاء الله تعالى.
(٢) ٢٧١:٤ الطبعة الرابعة.

<<  <   >  >>