للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لزوم معرفة شرف الوقت وملئه بالأفضل فالأفضل وإليك نبذة من سيرته، لتشهده كيف كان يعرف شرف الوقت وقيمته، وكيف كان يكسب الوقت إذا زاره ضيوف أو نزل به ثقلاء بطالون. قال رحمه الله تعالى، كما في كتابه ((صيد الخاطر)) (١)، و ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح الحنبلي (٢).

((ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم - فيه - الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور، بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث الشريف: ((نية المؤمن خير من عمله)) (٣)، وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات، فنقل عن عامر بن عبد قيس - أحد التابعين العباد الزهاد - أن رجلا قال له: (كلمني) فقال له عامر: أمسك الشمس.

[أكثر الناس يضيعون الوقت بما لا ينفع]

وقد رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعا عجيبا! إن طال الليل فبحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب فيه عزل وسمر، وإن طال النهار فبالنوم، وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق - وكان


(١) ١: ٤٦و٢٠١ - ٢٠٢ و٢: ٣١٨ - ٣١٩ و٦٠٦:٣.
(٢) ٤٨٣:٣.
(٣) هو جزء من حديث ضعيف أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) ٢٢٨:٦، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه. وأورده الهيثمي عنه في ((مجمع الزوائد)) ١: ٦١و١٠٩، والسيوطي في ((الجامع الصغير)) ٢٩٢:٦ بشرح المناوي.

<<  <   >  >>