أين اقتبس هذه النصوص التي ألف كتابه منها، أداء لأمانة، فقد قال العلماء: من الأمانة في العلم عزوه إلى قائله أو ناقله.
وكتب بعد ذلك الأستاذ جاسم بن محمد بن بدر المطوع في أواخر سنة ١٤٠٧، كتابه الذي سماه:(الوقت عمار أو دمار)، وأكثر فيه من النصوص التي نقلها من كتابي، وبني عليها نصائحه وإرشاداته، ناسيا أو متناسيا عزوها إلى مصدرها الذي التقطها منه، مجموعة منسقة محققة، وقد حرص كل الحرص على أن لا يذكر كتابي أو يحيل إليه، نعم عزا بعض النصوص إلى كتاب الأستاذ خلدون الأحدب، الذي قبس من كتابي قبله، ولله في خلقه شؤون، ولله در الإمام الشافعي إذ يقول: الحر من راعي وداد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة.
وكتابي:(قيمة الزمن عند العلماء) - على ما فيه من قصور - حصيلة نحو عشرين سنة، من مطالعاتي ومراجعاتي في كتب العلم: التفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، والرجال، والتراجم، والبلدان، واللغة، والنحو، والأدب، والأخلاق، وسواها، في جمع مادته، وانتخابها، وضبطها، وعزوها إلى مصادرها ومراجعها، والمقابلة بينها، وتمحيصها، وسبكها، وتحقيقها، وإخراجها بأبهى حلة.
وليس هذا مني - علم الله - حرصا على الشهرة أو الفخفخة، ولكن هي الأمانة والأدب الذي علمناه الإسلام، وصاغه الإمام الشافعي رضي الله عنه بأدبه وبيانه الرفيع، الذي أوردته آنفا، والله الهادي، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه عبد الفتاح أبو غدة في الرياض ٤ من جمادى الأول سنة ١٤٠٨