للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصلاة تكرر من المسلم والمسلمة في اليوم والليلة خمس مرات، فإن أداها المسلم في أول وقتها كما طلبت منه، غرست في سلوكه خلق الحفاظ على الوقت، والدقة في المواعيد، والانتباه لتوقيت كل عمل بوقته المناسب له، الموصل إلى الغاية منه على الوجه الأتم الأكمل.

ومن هذا تبدو لنا الحكمة البالغة: لماذا خص الله تعالى ثم النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة بالذكر من بين سائر التكاليف الكثيرة المؤقتة، لأنها تتكرر كل يوم خمس مرات، ففي زمن يسير ينطبع سلوك فاعلها بخلق ضبط الوقت، ودقة الوعد، وأداء كل عمل في ميقاته المخصص له على الوجه الأمثل، ويصير ذلك له عادة وطبيعة متبعة في سلوكه وحياته.

وقد رسم الشرع الحنيف: التوقيت في تكاليف كثيرة غير الصلاة، فوقت في أحكام الحج، والزكاة، والصوم، وزكاة الفطر، والأضحية،


= والسير)، ٤٠٠:١٠، في أول كتاب الأدب (باب البر والصلة)، و ٥١٠:١٣، في كتاب التوحيد (باب وسمي النبي صلى الله عليه وسلم عملا). ومسلم في ((صحيحه)) ٢: ٧٣ - ٧٤، في كتاب الإيمان (باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال). والترمذي في ((جامعه)) ٣٢٦:١، في كتاب أبواب الصلاة (باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل)، والنسائي في ((سننه)) ٢٩٢:١، في كتاب المواقيت (باب فضل الصلاة لمواقيتها).
قال المناوي في ((فيض القدير)) ١٦٤:١ ((أحب الأعمال إلى الله أي أكثرها ثوابا عند الله تعالى: الصلاة على وقتها، وأفاد الحديث أن تعجيل الصلاة أول وقتها أفصل)). انتهى. والمؤمن مدعو إلى الأخذ بالأفضل دائما، فتصير فيه صفة المحافظة على أول الوقت خلقا وطبعا.

<<  <   >  >>