والذكر، والصبر على العيش الخشن في المأكل والملبس ملازمة كلية لا مزيد عليها، ملبسه ثوب خام، وعمامته سختيانية صغيرة)). توفي سنة ٦٧٦ رحمه الله تعالى، فكانت حياته ٤٥ سنة، وترك من المؤلفات الكثيرة العظيمة ما قسموه على أيام حياته، فكان لكل يوم فيها أربعة كراريس.
الطبيب ابن النفيس إمام في الطب والفقه وحفظ الوقت
ومن العلماء الكبار، والأطباء الأفذاذ النبغة الأخيار، الذين حافظوا على الوقت واللحظات، وتسجيل الأفكار والخطرات، في أغرب الأوقات والساعات: شيخ الطب في عصره ابن النفيس الدمشقي ثم المصري. جاء في ترجمته في ((روضات الجنات)) للخوانساري (١)، نقلا عن ((الوافي بالوفيات)) لصلاح الدين الصفدي، ما أقطف منه ما يلي:
((الإمام الفاضل الحكيم العلامة علاء الدين ابن النفيس على بن أبي حزم القرشي - نسبة إلى بلدة قرش من بلاد ما وراء النهر - المولود بدمشق في حدود سنة ٦١٠، والمتوفي بالقاهرة سنة ٦٨٧ رحمه الله تعالى.
كان إماما في علم الطب، أوحد، لا يضاهي في ذلك ولا يداني استحضارا ولا استنباطا، وله في الطب التصانيف الفائقة، والتواليف الرائقة.
صنف كتاب ((الشامل)) في الطب، وتدل فهرسة هذا الكتاب على أنه يكون في ثلاث مئة سفر، ذكر ذلك بعض أصحابه، وبيض منها