للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله الآلوسي) البغدادي، مفتي بغداد وخاتمة المفسرين، المولود سنة ١٢١٧ والمتوفي سنة ١٢٧٠ رحمه الله تعالى: ((حريصا على أن يزيد علمه في كل لحظة، لا يفتر عن اكتساب الفوائد، واقتناص الشوارد، فكان نهاره للإفتاء والتدريس، وأول ليله لمنادمة مستفيد أو جليس، ويكتب بأواخر الليل ورقات -من تفسيره-، فيعطيها صباح اليوم التالي للكتاب الذين وظفهم في داره، فلا يكلومنها تبييضاً إلا في عشر ساعات.

وكان يدرس في اليوم أربعة وعشرين درسا - كذا -، وكان أيام اشتغاله بالتفسير والإفتاء يدرس في اليوم ثلاثة عشر درسا في كتب مطولة، وكان يؤلف حتى في مرضه الأخير)) (١).

وتفسيره أعجوبة فريدة لدى العلماء من بين التفاسير، وكفاه به إمامة وفضلاً وعلماً، وقد ألفه في الليل كما علمت، وقد قيل:

وبادر الليل بما تشتهي ... فإنما الليل نهار الأريب

وقال الإمام الأديب أبو هلال العسكري:

وساهر الليل في الحاجات نائمُهُ ... وواهب المال عند المجد كاسبُهُ

وقال الفقعسي الحماسي:

كأنك لم تسبق من الدهر ليلة ... إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب


(١) من كتاب ((الآلوسي مفسراً)) للدكتور محسن عبد الحميد، ص ٤٣و٧٩و١٥٩، نقلاً عن كتاب ((المسك الأذفر)) لحفيد الإمام المفسر الآلوسي وسميه محمود شكري الآلوسي، ص ٧ - ٨ و١٩.

<<  <   >  >>