للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه١ قول رؤبة:

يا رب إن أخطأت أو نسيت ... فأنت لا تنسى ولا تموت٢

وذلك أن حقيقة الشرط وجوابه، أن يكون الثاني مسببًا عن الأول "نحو قوله: إن زرتني أكرمتك فالكرامة مسببة عن الزيارة"٣ وليس كون الله سبحانه غير ناس ولا مخطئا أمرا٤ مسببا عن خطأ رؤبة، ولا عن إصابته، إنما تلك صفة له -عز اسمه- من صفات نفسه٥. لكنه كلام٦ محمول على معناه، أي إن أخطأت أو نسيت فاعف عنى؛ لنقصي وفضلك. فاكتفى بذكر الكمال والفضل -وهو السبب- من العفو وهو المسبب.

ومثله بيت الكتاب:

إني إذا ما جئت نار لمرملة ... ألفى بأرفع تل رافعا نارى٧

وذلك "أنه إنما"٨ يفخر ببروز بيته لقرى الضيف وإجارة٩ المستصرخ؛ كما أنه إنما يذم من أخفى بيته وضاءل شخصه، بامتناعه من ذلك. فكأنه قال إذًا١٠: إني١١ إذا منع غيري وجبن، أعطيت وشجعت١٢. فاكتفى بذكر السبب -وهو "التضاؤل والشخوص"١٣- من المسبب وهو المنع والعطاء.


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "مثله".
٢ هذا مطلع أرجوزة له في مدح مسلمة بن عبد الملك بن مروان.
٣ سقط ما بين القوسين في ش.
٤ سقط في ش.
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "اسمه".
٦ كذا في ش، ط، وسقط في د، هـ، ز.
٧ البيت للأحوص، وانظر الكتاب ١/ ٤٦٣.
٨ كذا في ط، وفي ش: "أنه" وفي د، هـ، ز: "إنما".
٩ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "إجازة".
١٠ سقط في د، هـ، ز، ط.
١١ سقط في ط.
١٢ في ط: "تشجعت".
١٣ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "تضاؤل الشخص".

<<  <  ج: ص:  >  >>