للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه بيت الكتاب:

فإن تنجل سدوس بدرهيهما ... فإن الريح طيبة قبول١

أي إن بخلت تركناها وانصرفنا عنها. فاكتفى بذكر طيب الريح المعين على الارتحال عنها.

ومنه قول الآخر: د

فإن تعافوا العدل والإيمانا ... فإن في أيماننا نيرانا٢

يعنى سيوفا٣، أي فإنا٤ نضركم بسيوفنا. فاكتفى بذكر السيوف من ذكر الضرب بها٤. وقال:

يا ناق ذات الوخد والعنيق ... أما ترين وضح الطريق٥

أي فعليك بالسير٦. وأنشد أبو العباس:

ذر الآكلين الماء ظلما؛ فما أرى ... ينالون خيرا بعد أكلهم الماء٧

وقال: هؤلاء قوم كانوا يبيعون الماء، فيشترون بثمنه ما يأكلون، فقال: الآكلين الماء؛ لأن ثمنه سبب أكلهم ما يأكلونه. ومر بهذا الموضع٨ بعض٩ مولدى البصرة، فقال:

جزت بالساباط يوما ... فإذا القينة تلجم


١ البيت للأخطل، ويقول الأعلم: "ومعنى البيت أن الأخطل مدح سيدا من سادات بني شيبان، ففرض له على أحياء شيبان على كل رجل منهم درهمين، فأدت إليه الأحياء إلا بني سدوس. فقال لهم هذا معاتبا لهم ومعنى فإن الريح طيبة قبول أي قد طاب لي ركوب البحر والانصراف عنكم مستغنيا عن درهميكم عاتبا عليكم" وانظر الكتاب ٢/ ٢٦، والديوان ١٢٦.
٢ أورده في معاهد التنصيص ٢/ ١٣١، ولم ينسبه.
٣ كذا في ز، ط، وفي ش: "سيوفنا".
٤ كذا في ش، ط، وسقط في د، هـ، ز.
٥ الوخد والعنبق ضربان من سير الإبل.
٦ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "السير".
٧ انظر ص١٥٣ من الجزء الأول.
٨ كذا في ش، ط، وسقط في د، هـ، ز.
٩ في معجم الشعراء للمرزباني ٤٣٤ في ترجمة محمد بن أبي الحارث الكوفي: وكان لبعض إخوانه جارية مغنية فباعها وأخذ بثمنها برذونا فقال محمد:
قينة كانت تغني ... مسخت برذون أدهم
عجت بالساباط يوما ... فإذا القينة تلجم
وترى أن الشاعر من مولدي الكوفة لا البصرة كما ذكر المؤلف، وقوله: "برذون أدهم" كذا في معجم الشعراء، ولعل الأسل: "برذونا أدهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>