للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم حملوا على ذلك ما لو لم يحذفوه لم يقع بين ياء وكسرة نحو أعد وتعد ونعد؛ لا للاستثقال، بل لتتساوى أحوال حروف المضارعة في حذف الفاء معها.

فإذا جاز أن يحمل حروف المضارعة بعضها على بعض -ومراتبها متساوية وليس بعضها أصلًا لبعض- كان حمل المؤنث على المذكر١ لأن المذكر أسبق رتبة من المؤنث أولى وأجدر.

ومن ذلك مراعاتهم في الجمع حال الواحد؛ لأنه أسبق من الجمع؛ ألا تراهم لما أعلت الواو في الواحد أعلوها أيضًا في الجمع في نحو قيمة وقيم وديمة وديم, ولما صحت في الواحد صححوها في الجمع, فقالوا: زوج وزوجة, وثور وثورة.

فأما ثيرة ففي إعلال واوه ثلاثة أقوال:

أما صاحب الكتاب٢ فحمله على الشذوذ وأما العباس٣ فذكر أنهم أعلوه ليفصلوا بذلك بين الثور من الحيوان وبين الثور وهو القطعة من الأقط؛ لأنهم لا يقولون فيه إلا ثِوَرة بالتصحيح لا غير. وأما أبو بكر٣ فذهب في إعلال ثيَرة إلى أن ذلك لأنها منقوصة من ثيارة, فتركوا الإعلال في العين أمارة لما نووه من الألف كما جعلوا تصحيح نحو اجتوروا واعتونوا, دليلا على أنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تجاوروا وتعاونوا. وقد قالوا أيضًا: ثيرة؛ قال ٤:


١ يريد حمل جمع المؤنث في النصب على جمع المذكر على ما سبق.
٢ انظر الكتاب ٢/ ٣٦٩. ولفظه: "وقد قالوا: ثورة, وثيرة. قلبوها حيث كانت بعد كسرة، واستثقلوا ذلك، كما استثقلوا أن تثبت في ديم. وهذا ليس بمطرد، يعني ثيرة".
٣ يريد المبرد، وأبو بكر هو ابن السراج.
٤ أي الأعشى ميمون. وانظر ديوانه بشرح ثعلب طبعة أوروبا ص٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>