للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإضافة والآخر تشبيهه بالضارب الرجل الذي إنما جاز فيه الجر تشبيهًا له بالحسن الوجه على ما تقدم في الباب قبل هذا.

فإن قيل: وما الذي سوغ سيبويه هذا وليس مما يرويه عن العرب رواية وإنما هو شيء رآه واعتقده لنفسه وعلل به قيل يدل على صحة ما رآه من هذا وذهب إليه ما عرفه وعرفناه معه: من أن العرب إذا شبهت شيئًا بشيء مكنت ذلك الشبه لهما، وعمرت١ به الحال بينهما؛ ألا تراهم لما شبهوا الفعل المضارع بالاسم فأعربوه تمموا ذلك المعنى بينهما بأن شبهوا اسم الفاعل بالفعل فأعملوه. وكذلك لما شبهوا الوقف بالوصل في نحو٣ قولهم "عليه السلام والرحمت " وقوله ٤:

بل جوزتيهاء كظهر الحجفت٥

وقوله ٦:

آلله نجاك بكفي مَسلمت ... من بعدما وبعدما وبعدمت٧

صارت نفوس القوم عند الغلصمت ... وكادت الحرة أن تدعى أمت


١ في اللسان "جمل": "عمت" ويبدو أنه تحريف عما هنا.
٢ كذا في أ، ج، ش، ب: "فكذلك".
٣ سقط لفظ "نحو" في ش، ب. وثبت في أ، ج.
٤ أي سؤر الذئب كما في اللسان في "حجف"، وشواهد الشافية ٢٠٠.
٥ بعده:
قطعتها إذا المها تجوفت ... مآرنا إلى ذراها أهدفت
جوز التيهاء: وسطها والحجفة: الترس من جلد، وتجوفت: دخلت في جوفها. والمآرن أصلها المآرين جمع المئران وهو كناس الوحش، وذراها: ظلها، وأهدفت: لجأت. وقوله: "بل جوزتيهاء" أي رب جوزتيهاء. وقوله: كظهر الحجفة أي في الاستواء، وقوله: قطعتها إذا المها تجوفت مآرنا أي في وقت الظهيرة حين يدخل بقر الوحش كنسه من الحر وتلجأ إلى ظل المآرين.
٦ هو أبو النجم كما في اللسان في "ما" وانظر شواهد الشافية ٢١٨، والخزانة ٢/ ١٤٨.
٧ "بعدمت" أراد: بعدما، فأبدل الألف هاء، ثم أبدل الهاء تاء تشبيها لهما بهاء التأنيث. انظر اللسان "ما".

<<  <  ج: ص:  >  >>