للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: فقد حكى١ عن العرب "أمتٌ في حجر لا فيك" وقولهم: "شر أهرَّ ذا ناب " وقولهم: " سَلَامٌ عَلَيْكَ", قال الله سبحانه وتعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} , وقال: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ونحو ذلك. والمبتدأ٢ في جميع هذا نكرة مقدمة.

قيل: أما قوله سلام عليك وويل له وأمت في حجر لا فيك فإنه جاز لأنه ليس في المعنى خبرًا إنما هو دعاء ومسألة أي ليسلم الله عليك وليلزمه الويل وليكن الأمت في الحجارة لا فيك. والأمت: الانخفاض والارتفاع والاختلاف قال الله عز وجل: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} أي اختلافًا. ومعناه: أبقاك الله بعد فناء الحجارة وهي مما توصف بالخلود والبقاء ألا تراه كيف قال ٣:

ما أطيب العيش لو أن التى حجر ... تنبو الحوادث عنه وهو ملموم٤

وقال:

بقاء الوحي في الصم الصلاب


١ ضبطتها بالبناء للمعلوم على ما في أفقد رسمت: "حكا", وهو يريد سيبويه. وانظر الكتاب ١/ ١٦٦ وضبط في ب: "حكى" بالبناء للمفعول.
٢ كذا في أ. وفي ش، ب: "فالمبتدأ".
٣ أن تميم بن أبي مقبل كما في شواهد المغني للبغدادي ٢/ ٢٥٦.
٤ بعده:
لا تنفع المرء أحجاء البلاد ولا ... تبني له في السموات السلاليم
لا ينفع المرء أنصار ورابية ... يأبى الهوان إذا عد الجراثيم
أحجاء البلاد: نواحيها. والرابية: ما ارتفع من الأرض، وأراد به القلعة المرتفعة، والجراثيم جمع جرثومة وهي الأصل، بقوله إنه في جرثومة من قومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>