للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سويد بن كراع ١:

أبيت بأبواب القوافي كإنما ... أذود بها سربا٢ من الوحش نزعا

وإنما يبيت عليها لخلوه بها ومراجعته النظر فيها. وقال:

أعددت للحرب التي أعنى بها ... قوافيًا لم أعي٣ باجتلابها

حتى إذا أذللت٤ من صعابها ... واستوسقت لي صحت في أعقابها

فهذا -كما ترى- مزاولة ومطالبة واغتصاب٥ لها ومعاناة كلفة بها.

ومن ذلك الحكاية عن الكميت وقد افتتح قصيدته التي أولها:

ألا حييت عنا يا مدينا

ثم أقام برهة لا يدري بماذا يعجز٦ على هذا الصدر إلى أن دخل حمامًا وسمع إنسانًا دخله فسلم على آخر فيه فأنكر عليه، فانتصر بعض الحاضرين له فقال: وهل بأس يقول المسلمين؛ فأهتبلها كيت٧ فقال:

وهل بأس بقول مسلّمينا


١ انظر البيان والتبيين ٢/ ١٢ بتحقيق الأستاذ هارون وشعراء ابن قتيبة ٦١٦.
٢ كذا في أ. وفي ب، ش: "عن الوحش". وبعده:
أكالئها حتى أعرس بعدما ... يكون سحيرا أو بعيدا فأهجعا
وانظر شعراء ابن قتيبة ٣٣، ٦١٦ من طبعة الأستاذ أحمد شاكر.
٣ "لم أعي"، كذا في ب، أي لم تعجزني. وفي أ: "لم أعن" وهي رواية جيدة. وفي ش: "لم أعني".
٤ كذا في أ، ب. وفي ش: "ذللت".
٥ كذا في ش، ب. وفي أ: "اغتصاب".
٦ أي يأتي بعجز البيت. والقصة في اللسان في "عجز".
٧ من قبيل ما وقع للكميت ما وقع لموارد أحد أدباء شنقيط إذ أراد إنشاء قصيدة فنظم الشطر الأول، وهو:
أمربع الغصن ذا أمتلك أعلامه
ثم أرتج عليه سنة لا يستقيم له تكملته وورد يومًا منهلا ليسقي جملا له، فتخاصمت جاريتان في المنهل، فقالت إحداهما للأخرى: والله ما ذلك كذلك، ولا كانت أيامه كما تقولين، أو ما هو قريب من ذلك، فضرب جمله من غير أن يسقيه ودخل الحي وهو يجري، فظن الناس أنه رأى ما يذعره، فسألوه فأخبرهم أنه وجد شطرا يتم به مطلع قصيدته، فقال:
أمربع الغصن ذا أم ذاك أعلامه ... لا هو هو ولا الأيام أيامه
وانظر الوسيط ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>