للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومراده فيه معروف وهو فيه غير معذور. ومثله في الفصل قول الآخر -"فيما"١ أنشده ابن الأعرابي:

فأصبحت بعد خط بهجتها ... كأن قفرًا رسومها قلما

أراد: فأصبحت بعد بهجتها قفرًا كأن قلمًا خط رسومها فأوقع من الفصل والتقديم والتأخير ما تراه.

وأنشدنا٢ أيضًا:

فقد والشك بين لي عناءٌ ... بوشك فراقهم صرد يصيح٣

أراد: فقد بين لي صرد يصيح بوشك فراقهم والشك عناء. فقد ترى إلى ما فيه من الفصول التي لا وجه "لها ولا لشيء منها "٤.

وأغرب من ذلك وأفحش وأذهب في القبح قول الآخر:

لها مقلتا حوراء طل خميلة ... من الوحش ما تنفك ترعى عرارها

أراد: لها مقلتا حوراء من الوحش ما تنفك ترعى خميلة طل عرارها. فمثل هذا لا نجيزه للعربي أصلا فضلا عن أن نتخذه للمولدين رسمًا.

وأما قول الآخر:

معاوي لم ترع الأمانة فارعها ... وكن حافظًا لله والدين شاكر

فحسن جميل؛ وذلك أن "شاكر " هذه قبيلة٥، وتقديره: معاوي لم ترع الأمانة شاكر، فارعها أنت وكن حافظًا لله والدين. فأكثر ما في هذا الاعتراض بين الفعل والفاعل،


١ كذا في ش، ب. وسقط هذا في أ.
٢ كذا في ش، ب. وفي أ: "أنشد". والظاهر أنه يريد أبا علي.
٣ أورده في المغني في مبحث "قد" وتكلم عليه البغدادي في شرح شواهده "١/ ٩٦٥" ولم يعزه.
٤ كذا في أ. وفي ب، ش: "لشيء منها".
٥ من همدان في اليمن؛ كما في اللسان في "شكر".

<<  <  ج: ص:  >  >>