للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاعتراض للتسديد١ قد جاء بين الفعل والفاعل وبين المبتدأ والخبر وبين الموصول والصلة وغير ذلك مجيئًا كثيرًا في القرآن وفصيح الكلام. ومثله من الاعتراض بين الفعل والفاعل قوله ٢:

وقد أدركتني والحوادث جمة ... أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل

والاعتراض في هذه اللغة كثير حسن. ونحن نفرد له بابًا يلي هذا الباب. بإذن الله سبحانه وتعالى.

ومن طريف الضرورات وغريبها ووحشيها وعجيبها ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:

هل تعرف الدار ببيدا إنه ... دار لخود قد تعفت إنَّه

فانهلت العينان تسفحنه ... مثل الجمان جال في سلكنَّه

لا تعجبي منا سليمي إنه ... إنا لحلالون بالثغرنه

وهذه الأبيات قد شرحها أبو علي رحمه الله في البغداديات٣، فلا وجه لإعادة ذلك هنا. فإذا آثرت معرفة ما فيها فالتمسه منها.


١ كذا في أ. وفي ش، ب: "للتشديد".
٢ في شرحي شواهد المغني للسيوطي ٢٧٣ والبغدادي ٢/ ٦٠٥ أن هذا الرجل من بني دارم يمدح بني عجل وقد أسروه، وقد أطلقوه جزاء لمدحه. وقبله:
وقائلة ما باله لا يزورنا ... وقد كنت عن تلك الزيارة في شغل
وبعده:
لعلهم أن يمطروني بنعمة ... كما صاب ماء المزن في البلد المحل
فقد ينعش الله الفتى بعد عثرة ... وتصطنع الحسنى سراة بني عجل
٣ انظر شرح البيت الأول في اللسان في "بيد". وبيدا يريد البيداء، وهي أرض بين مكة والمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>