للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبيات الإعراب١ كثيرة وليس على ذكرها وضعنا هذا الباب. ولكن اعلم أن البيت إذا تجاذبه أمران: زيغ الإعراب وقبح الزحاف فإن الجفاة الفصحاء لا يحفلون بقبح الزحاف إذا أدى إلى صحة الإعراب. كذلك قال٢ أبو عثمان وهو كما ذكر. وإذا كان الأمر كذلك فلو قال في قوله ٣:

ألم يأتيك والأنباء تنمي

لكان أقوى قياسًا على ما رتبه أبو عثمان؛ ألا ترى أن الجزء كان يصير منقوصا لأنه يرجع إلى مفاعيل: ألم يأت مفاعيل. وكذلك بيت الأخطل:

كلمع أيدي مثاكيل مسلبة ... يندبن ضرس بنات الدهر والخطب٤

أقوى القياسين على ما مضى أن ينشد "مثاكيل " غير مصروف لأنه يصير الجزء فيه من مستفعلن إلى مفتعلن وهو مطوي والذي روى " مثاكيل " بالصرف. وكذلك بقية هذا.

فإن كان ترك زيغ الإعراب يكسر البيت كسرًا لا يزاحفه زحافًا فإنه لا بد من ضعف زيغ الإعراب واحتمال ضرورته وذلك كقوله ٥:

سماء الإله فوق سبع سمائيا


١ كذا في أ، ب. وفي ش بخط غير الخط الدائم: "الاعتراض" وكأنه إصلاح. والوجه ما أثبت. وكأنه يريد بأبيات الإعراب الأبيات التي الإعرب فيها مشكل يحتاج إلى تأمل، وهي ما تعرف بأبيات الألغاز والأحاجي. وقد صنف فيها.
٢ انظر تصريف المازني، الباب ١٠ "باب ما يكسر عليه الواحد".
٣ أي قيس بن زهير العبسي في إبل للربيع بن زياد العبسي استاقها وباعها بمكة، وذلك أن الربيع كأن قد أخذ منه درعا ولم يردها عليه, وتتمة البيت:
بما لاقت لبون بني زياد
وبعده:
ومحبسها على القرشي تشرى ... بأدراع وأسياف حداد
وانظر شواهد المغني للسيوطي ١١٣.
٤ "مسلبة": لابسة السلاب -وهي الثياب السود- حدادا، وحزنا، والخطب: يريد الخطوب جمع الخطب فحذف تخفيفا، يشبه الإبل في رميها الحصى بهؤلاء النساء، وانظر ديوان الأخطل ١٨٨.
٥ انظر ص٢١٢ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>