للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو: خوان وصوان غير أنهم لميلهم عن الواو إلى الياء ما أقنعوا أنفسهم في لياح في قلبهم إياه إلى الياء بتلك الكسرة قبلها وإن كانت ليس مما يؤثر حقيقة التأثير مثلها ولأنهم شبهوه لفظًا إما بالمصدر كحيال وصيال وإما بالجمع كسوط وسياط ونوط ونياط. نعم وقد فعلوا مثل هذا سواء في موضع آخر. وذلك قول بعضهم في صوان: صيان وفي صوار: صيار فلما ساغ ذلك من حيث أرينا أو كاد تدرجوا منه إلى أن فتحوا فاء لياح ثم أقروا الياء بحالها وإن كانت الكسرة قبلها قد زايلتها, وذلك قولهم فيه: لياح. وشجعه١ على ذلك شيئًا أن قلب الواو ياء في لياح لم يكن عن قوة ولا استحكام علة وإنما هو لإيثار الأخف على الأثقل فاستمر على٢ ذلك وتدرج منه إلى أن أقر الياء بحالها مع الفتح إذ كان قلبها مع الكسر أيضًا ليس بحقيقة موجب. قال ٣: وكما أن القلب مع الكسر لم يكن عن صحة عمل وإنما هو لتخفيف مؤثر فكذلك أقلب٤ أيضًا مع الفتح وإن لم يكن موجبًا غير أن الكسر هنا على ضعفه أدعى إلى القلب من الفتح فلذلك جعلنا ذاك تدرجًا عنه إليه٥ ولم نسو٦ بينهما فيه. فاعرف ذلك.

وقريب من ذلك قول الشاعر ٧:

ولقد رأيتك بالقوادم مرة ... وعلي من سدف العشي رياح٨


١ كذا في أ، ب، ش. وهو المناسب لقوله بعد: "فاستمر على ذلك وتدرج منه" يريد واضع العربية. وفي ج: "وشجعهم" وهو المناسب للكلام السابق.
٢ كذا في أ، وسقط في ش، ب.
٣ كأنه يريد واضع العربية.
٤ كذا في أ، ب. وفي ش: "قلب".
٥ كذا في أ. وفي ش، ب: "إلى غيره".
٦ كذا في أ. وفي ش, ب: "يسو".
٧ ورد البيت في مقطوعة لرفيع الوالبي في أمالي المرتضى تحقيق الأستاذ أبي الفضل إبراهيم ١/ ٣٧٠ وما بعدها وهو خطاب امرأة.
٨ القوادم موضع في بلاد غطفان. وجاء البيت في اللسان في "روح" وفيه "نظرة" بدل "مرة" وضبط فيه رياح بكسر الراء، وجاء في "سدف" وفيه "لياح" بدل "رواح" وكأن الرياح وقت الرواح وأصله الكسر. وفي اللسان: "خرجوا برياح من العشي -بكسر الراء- ورواح وأرواح أي بأول" يريد: بأول العشي ويريد أنه رآه وقد آن له أن يروح إذ حل سدف العشي وظلمته وقد يكون في الكلام قلب؛ أي وعلى سدف العشي من الرياح.

<<  <  ج: ص:  >  >>