للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قياسه رواح؛ لأنه فعال من راح يروح لكنه لما كثر قلب هذه الواو في تصريف هذه الكلمة ياء -نحو ريح ورياح ومريح ومستريح- وكانت الياء أيضًا عليهم أخف وإليهم أحب تدرجوا من ذلك إلى أن قلبوها في رياح وإن زالت الكسرة التي كانت قلبتها في تلك الأماكن.

ومن ذلك قلبهم الذال دالا في "ادكر " وما تصرف منه نحو يدكر ومدكر وادكار وغير ذلك: تدرجوا من هذا إلى غيره بأن قلبوها دالًا في غير بناء افتعل فقال ابن مقبل:

من بعض ما يعتري قلبي من الدكر١

ومن ذلك قولهم: الطنة٢ -بالطاء- في الظنة وذلك في اعتيادهم اطن ومطن واطنان, كما جاءت الدكر على الأكثر.

ومن ذلك حذفهم الفاء -على القياس- من ضغة وقحة؛ كما حذفت من عدة وزنة ثم إنهم عدلوا بها٣ عن فِعلة إلى فَعلة فأقروا الحذف بحاله وإن زالت الكسرة التي كانت موجبة له فقالوا: الضعة والقحة فتدرجوا بالضعة والقحة إلى الضعة والقحة وهي عندنا فعلة كقصعة وجفنة " لا أن "٤ فتحت لأجل الحرف الحلقي فيما ذهب٥ إليه محمد بن يزيد.


١ صدره:
يا ليت لي سلوة يشقى الفؤاد بها
وهو من قصيدته التي مطلعها:
يا حر أمسيت شيخا قد وهى بصري ... والتاث ما دون يوم الوعد من عمري
انظر ديوانه ٧٢ تحقيق الدكتور عزة حسن. دمشق، ١٩٦٢. وابن قتيبة الشعر والشعراء: ٤٢٦. وانظر المصنف "نسخة التميورية" ٧٦١.
٢ أي التهمة.
٣ كذا في أوفي ش، ب: "من".
٤ في ش، ب: "إلا أن". وفي أ: "لأن"، وقد رأيت أن الأنسب بالسياق ما أثبت.
٥ انظر الكامل ٥/ ١٨٩، ١٩٦ بشرح المرصفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>