للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثلاثي؛ كسبطر من سبط ودمثر من دمث؛ ألا ترى أنه ليس في الأفعال "فعلن " وإنما ذلك في الأسماء نحو علجن١، وخلبن.

ومما يدلك على أن ما قيس على٢ كلام العرب فإنه من كلامها أنك لو مررت على قوم "يتلاقون بينهم مسائل "٣ أبنية التصريف نحو قولهم في مثال "صمحمح " من الضرب: "ضربرب " ومن القتل "قتلتل " ومن الأكل "أكلكل " ومن الشرب "شربرب " ومن الخروج "خرجرج " ومن الدخول "دخلخل ". وفي مثل "سفرجل " من جعفر: "جعفرر " ومن صقعب٤ "صقعبب " ومن زبرج "زبرجج " ومن ثرتم٥ "ثرتمم" ونحو ذلك. فقال لك قائل: بأي لغة كان هؤلاء يتكلمون لم تجد بدًا من أن تقول: بالعربية وإن كانت العرب لم تنطق بواحد من هذه٦ الحروف.

فإن قلت: فما تصنع بما حدثكم به أبو صالح السليل بن أحمد بن عيسى بن الشيخ عن أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا الخليل بن أسد النوشجاني٧ قال: قرأت على الأصمعي هذه الأرجوزة للعجاج:

يا صاح هل تعرف رسمًا مكرسا

فلما بلغت:

تقاعس العز بنا فاقعنسسا

قال لي الأصمعي: قال لي الخليل: أنشدنا رجل:

رافع العز بنا٨ فارفنعع


١ العلجن: الناقة الكناز اللحم، والمرأة الماجنة. والخلبن: الخرفاء.
٢ كذا في أ. ج. وفي غيرهما: "من".
٣ أي يلقى بعضهم على بعض أسئلة.
٤ الصقعب: الطويل، والمصوت من الأنياب الأبواب.
٥ الثرتم: ما فضل من الطعام، أو الإدام في الإناء.
٦ كذا في أ، ب: وفي ش: "هؤلاء".
٧ نسبة للنوشجان "بضم النون" بلد في فارس.
٨ كذا في ش، ب، وفي أ: "به".

<<  <  ج: ص:  >  >>