للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: فكذلك أيضًا يدٌ ودمٌ وأخٌ وأبٌ وغدٌ وفمٌ, ونحو ذلك, ألا ترى أن الجميع تجده متصرفًا١, وفيه ما حذف منه, وذلك نحو أيدٍ وأيادٍ ويدي٢، ودماءٍ ودمي، وأدماءٍ٣ والدما في قوله: "فإذا هي بعظام ودمًا"٤ وإخوة وأخوة وآخاء وأخوان, وآباء وأبوة وأبوان, وغدوًا٥ بلاقع وأفواه وفويه وأفوه وفوهاء وفوه, قيل: هذا كله إن كان قد عاد في كل تصرف منه ما حذف من الكلمة التي هي من أصله, فدل ذلك على محذوفه, فليست الحال فيه كحال خُذْ من أخذ ويأخذ. وذلك أن أمثلة الفعل وإن اختلفت في أزمنتها وصيغها٦ فإنها تجري مجرى المثال الواحد، حتى إنه إذا حذف من بعضها شيء عوض منه في مثال آخر من أمثلته، ألا ترى أنهم لما حذفوا همزة يكرم ونحوه عوّضوه منها أن أوجدوها في مصدره, فقالوا: إكرامًا. وكذلك بقية الباب. وليس كذلك الجمع "والواحد"٧، ولا التكبير والتصغير "من الواحد"؛ لأنه ليس كل واحد من هذه المُثُل جاريًا مجرى


١ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "منصرفًا".
٢ هذا الضبط بفتح الياء عن ب. واليدى جمع اليد كالعبيد جمع العبد.
٣ سقط هذا في ج، ولم أقف عليه في اللسان والقاموس.
٤ قبله:
كأطوم فقدت برغزها ... أعقبتها الغبس منه عدمًا
غفلت ثم أتت ترقبه ... ..............
الأطوم: البقرة الوحشية، والبرغز: ولدها، والغبس لذئاب. يشبه جزعه بجزع بقرة عدا الذئاب على ولدها في حين غفلتها. وانظر اللسان "برغز، وأطم", والجمهرة ٣/ ٤٨٤، والمنصف في التيمورية ٤٥١.
٥ بعض بيت من قصيدة البيد، والبيت بتمامه:
وما الناس إلّا كالديار وأهلها ... بها يوم حلوها وغدوها بلاقع
وانظر اللسان في بلقع، وفي هذه القصيدة البيت المشهور:
وما المرء إلّا كالشهاب وضوئه ... يحور رمادًا بعد إذ هو ساطع
٦ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "صيغتها".
٧ كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "من الواحد".
٨ كذا في أ، ب، ش. وسقط هذا في ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>