للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمما تأخَّر دليله قولهم: ضربني وضربت زيدًا, ألا ترى أن١ المفسِّر للضمير المتقدم جاء من بعده. وضده زيد ضربته؛ لأن المفسِّر للضمير متقدم عليه. وقريب من هذا أيضًا اتباع الثاني للأول نحو: شُدٌّ٢ وفِرّ٢، وضّنَّ٢، وعكسه قولك: اقتل, اُستُضعِف, ضممت الأول للآخر.

فإن قلت: فإن في تهامة ألفًا, فلم ذهبت إلى أن الألف في تهام عوض من إحدى الياءين للإضافة؟ قيل: قال الخليل في هذا: إنهم كأنهم نسبوه إلى فَعْل أو فَعَل, وكأنهم فكوا٣ صيغة تهامة فأصاروها إلى تَهَمٍ أو تَهْم, ثم أضافوا إليه فقالوا: تهامٍ.

وإنما ميّل٤ الخليل بين فَعْل وفَعَل، ولم يقطع بأحدهما؛ لأنه قد جاء هذا العمل في هذين المثالين جميعًا، وهما٥ الشأم واليمن. وهذا الترجيم٦ الذي أشرف عليه الخليل ظنًّا، قد جاء به السماع نصًّا٧؛ أنشدنا أبو علي، قال أنشد٨ أحمد بن يحيى:

أرَّقنى الليلةَ بَرْقٌ بالتَهم ... يا لكَ برقًا من يَشُقْه لا ينمْ٩


١ كذا في أ. وفي ش، ب "إلى".
٢ يريد فعل الأمر. وفي ضنَّ لغتان. يقال: ضننت أضن من باب علمت، وهي اللغة العالية، وهي المرادة هنا. ويقال: ضننت أضن من باب ضرب.
٣ كذا في أ. وهو يوافق ما في اللسان. وفي ش، ب "كفوا".
٤ كذا في أ. وفي ش، ب، وعبارة اللسان: "مثل". والوجه ما أثبت، يقال: ميل بين الأمرين, أي: تردد فيهما أيهما يأخذ.
٥ كذا في م. وفي بعض الأصول "هو".
٦ كذا في أوفي ش، ب، ج، وعبارة اللسان في تهم: "الترخيم" والوجه ما أثبت. والترخيم مبالغة الرجم، وهو القول بالظن والحدس.
٧ كذا في ش، ب. وهو ما في عبارة اللسان. وفي أ: "أيضًا".
٨ كذا في ب. وفي أ، ش "أنشدنا", وما أثبته هو الصواب؛ فإن أبا علي لم يدرك أحمد بن يحيى ثعلبًا؛ فقد مات ثعلب سنة ٢٩١، ومات أبو علي سنة ٣٧٧.
٩ "يشقه" كذا في أ، ب. وفي ش. "يشفه" وفي ج "تشقه". وفي اللسان "يشمه", والبيت في خزانة الأدب ١/ ١٤٧ طبعة السلفية، وفيها بعده ثلاثة أشطار عن نوادر ابن الأعرابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>