للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللتاء موضع آخر تخلص فيه للاسمية البتة, وليس "ذلك للكاف"١. وذلك الموضع قولهم: أرأيتك زيدًا ما صنع. فالتاء اسم مجرَّد من الخطاب, والكاف حرف للخطاب مجرد من الاسمية. هذا هو المذهب. ولذلك لزمت التاء الإفراد والفتح في الأحوال كلها, نحو قولك للمرأة: أرأيتك زيدًا ما شأنه, وللاثنين "وللاثنتين"٢ أرأيتكما زيدًا أين جلس؟ ولجماعة المذكر والمؤنث: أرأيتكم زيدًا ما خبره؟ وأرأيتكن عمرًا ما حديثه؟ فالتغيير للخطاب لاحق للكاف والتاء -"لأنه" لا خطاب فيها- على صورة واحدة؛ لأنها مخلصة اسمًا.

فإن قيل: هذا ينقض عليك أصلًا مقررًا٣. وذلك أنك إنما٤ تعتلّ لبناء الأسماء المضمرة بأن تقول: إن شبه الحرف "غلب عليها ومعنى الاسم بعد عنها"٥ وذلك نحو قولك: "ذلك"٦ وأولئك, فتجد الكاف مخلصة للخطاب, عارية من معنى الاسم. وكذلك التاء في أنتَ وأنتِ عارية من معنى الاسم, مجردة لمعنى الحرف. وأنت مع هذا تقول: إن التاء في أرأيتك زيدًا "أين هو٧، ونحو ذلك, قد أخلصتها اسمًا, وخلعت عنها دلالة الخطاب. فإذا كانت قد تخلص في موضع اسمًا، كما خلصت في آخر حرفًا تعادل أمرها٨، ولم يكن لك عذر في الاحتجاج بإحدى حاليها.


١ في ش، ب: "كذلك الكاف".
٢ سقط في ش، ب.
٣ في ش، ب: "مطردًا".
٤ سقط في ش، ب.
٥ في أ، م: "أغلب عليها من معنى الاسم فتأخّر عنها".
٦ سقط في أ.
٧ من: "أين هو ونحو ذلك" إلى: "والتاء في أرأيتك زيدًا" سقط في أ.
٨ كذا في ش، وفي ب، ش: "أمرها".

<<  <  ج: ص:  >  >>