للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما إبدال الواو الأولى همزة لاجتماع الواوين في أول الكلمة. والآخر إبدال الواو الآخرة ياء لوقوعها رابعة وطرفا ثم إبدال الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.

فإن بدأت العمل من أول المثال صرت إلى أووٍ١، ثم إلى أوي٢؛ ثم إلى أوى. وإن قدرت ابتداءك٣ العمل من آخره فإنك تتصور أنه كان وَوّوٌ٤ ثم صار إلى وويٍ ثم إلى وويّ٥، ثم إلى أوي. هكذا موجب القياس على ما قدمناه.

وتقول على هذا إذا أردت مثال فعل من وأيت: وؤي. "فإن خففت الهمزة فالقياس أن تقر المثال على صحة أوله وآخره فتقول: وويٌ"٦ فلا تبدل الواو الأولى همزة لأن الثانية ليست بلازمة فلا تعتد إنما هي همزة وؤي خففت فأبدلت في اللفظ واوا وجرت مجرى واو رويا تخفيف رؤيا. ولو اعتددتها واو البتة لوجب أن تبدلها للياء التي بعدها. فتقول: وي أو أي على ما نذكره بعد.

وقول الخليل في تخفيف٧ هذا المثال: أوي طريف وصعب ومتعب. وذلك أنه قدر الكلمة تقديرين ضدين لأنه اعتقد صحة الواو المبدلة من الهمزة حتى "قلب لها"٨ الفاء فقال: أوي. فهذا وجه اعتداده إياها. ثم إنه مع ذلك لم يعتددها ثابتة٩ صحيحة ألا تراه لم يقلبها ياء للياء بعدها. فلذلك قلنا: إن في مذهبه هذا


١ رسم في ط: "أووو".
٢ رسم في ط: "أووي".
٣ كذا في، ط. وفي د، هـ، ز: "ابتداء".
٤ سقط في ش.
٥ كذا في ز، ط. وفي ش: "أووا".
٦ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز، ط. وثبت في ش.
٧ ثبت في ش، ط، وسقط في د، هـ، ز. وانظر ص٩٢ من الجزء الثاني.
٨ كذا في د، هـ، ز، وفي ش: "قلب الياء" وفي ط: "قلبها".
٩ كذا في، وفي ز، ش: "ثانية".

<<  <  ج: ص:  >  >>