للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضربا من التنتاقض. وأقرب ما يجب أن نصرفه إليه أن نقول١: قد فعلت العرب مثله في قولهم: مررت بزيد ونحوه. ألا تراها تقدر الباء تارة كالجزء من الفعل وأخرى كالجزء من الاسم. وقد ذكرنا هذا فيما مضى. يقول٢: فكذلك يجوز لي أنا أيضًا أن أعتقد في العين من ووى من وجه أنها في تقدير الهمزة٣ وأصحها ولا أعلها للياء بعدها ومن وجه آخر أنها في حكم الواو لأنها بلفظها فأقلب لها الفاء٤ همزة. فلذلك قلت: أوي. وكأن " أبا عمر"٥ أخذ هذا الموضع من الخليل فقال في همزة٦ نحو رأس وبأس٧ إذا خففت في موضع الردف جاز أن تكون ردفا. فيجوز٨ عنده اجتماع راس٩ وباس مع ناس. وأجاز١٠ أيضًا أن يراعى ما فيها من نية١١ الهمزة فيجيز اجتماع راس مع فلس١٢. وكأن أبا عمر إن١٣، ١٤ كان أخذ هذا الموضع أعذر فيه من الخليل في مسئلته تلك. وذلك أن أبا عمر لم يقض بجواز كون ألف راس ردفا وغير ردف في قصيدة واحدة. وإنما أجاز ذلك في قصديتين إحداهما قوافيها نحو حلس وضرس والآخرى قوافيها نحو ناس وقرطاس وقرناس. والخليل جمع في لفظة واحدة أمرين متدافعين. وذلك أن صحة الواو الثانية في ووى منافٍ١٥ لهمزة الأولى


١ كذا في ش. وفي ز، ط: "تصرفه ... تقول".
٢ أي الخليل. وسقط هذا في د، هـ، ز، ط. ثبت في ش.
٣ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "الهمز".
٤ سقط في د، هـ، ز. وثبت في ش، ط.
٥ كذا في ش: وفي ز، ط "أبا عمرو" وكأنه يريد الجرمي.
٦ سقط في ش. وثبت في د، هـ، ز، ط.
٧ كذا في ش، ز. وفي ط: "يأس".
٨ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "فيكون".
٩ كذا في ش، ز. وفي ط: "ياس".
١٠ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "جاز".
١١ كذا في ش، ز، وفي ط: "رتبة".
١٢ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فاس".
١٣ في ط: "وإن".
١٤ سقط في ز.
١٥ أي أمر مناف. ولولا هذا لقال: منافية.

<<  <  ج: ص:  >  >>