للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأن الصلاة فيها اجتماع على محبة من الله ورضوان، وفيها محو لفروق الطبقات. يكون الرجل بجوار الرجل على سواء، لا فرق بين غني وفقير، وأمير وسوقة، وحاكم ومحكوم، بل الكل سواء أمام رب العالمين، وفي بيت الله، فقد جعل الله إقامتها أول عمل بعد الإيمان، يدل على صدق المؤمن، ويستحق بها المرء أخوة المؤمنين وحبهم ورعايتهم قال تعالى في سورة التوبة١:

{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}

وهي أول دليل على إيمان المرء وتمسكه بتعاليم الله، واتباعه لأحكامه، والوسيلة العظمى للتقرب إلى الله والحصول على الأجر والثواب قال تعالى في سورة الأعراف:

{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}

وليس في الحياة شيء يهذب النفس ويرتقي بها كالصلاة، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتطهر الأفئدة من غرائز الشر التي تفسد على الإنسان حياته، وتجعله مبغضا من الله، منبوذا من الناس، معذبا في معاشه وعمله قال تعالى في سورة العنكبوت:

{وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}

وفي سورة المعارج:

{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}


١ انظر في تفسير هذه الآية وما يتعلق بها, الكشاف جـ٢ ص١٧٧.

<<  <   >  >>