وقد اعترف بذلك المنصفون من أهل الرأي من غير المسلمين ففي المجلة الإسلامية الإنجليزية كتب "هراس ليف" يقول: "ما كان شيء في العالم ليقنعني بأن أي دين من الأديان يدعو إلى المساوة بين الناس، ولو أن بعضها يتظاهر بهذه الدعوة: فقد زرت كثيرا من الكنائس والمعابد فرأيت التفريق بين الطبقات داخل المعابد كما هو خارجها، وكان اعتقادي بالطبع أن الأمر لا بد كذلك داخل المساجد الإسلامية. ولكن ما كان أشد دهشتي حينما رأيت الشعور بالمساواة على أتمه بين المسلمين في عيد الفطر في مسجد "ووكنج بلندن" هنالك وجدت أجناسا مختلطين على اختلافهم في المراتب اختلاطا لك أن تسميه بحق أخويا، ولم أكن شاهدت مثل ذلك. ترى في المسجد نبويا من بلاد ممباسا يصافح عظيما من رجال الأعمال المصريين أو سياسيا من بلاد العرب. وقد ارتفعت الكلفة بين الجميع فلا يأنف أحدهم مهما عظم قدره من أن يجاوره في الصلاة أقل الناس شأنا, وإنك لا تجد أقل محاولة لتخطي الصفوف إلى مكان ممتاز بالمسجد؛ لأنه ليس هنالك أي مكان ممتاز. فالكل عند الله سواء لا فضل لأحد على سواه، وعندما صرح لي إمام المسجد بأن المسلمين يعتقدون رسالة جمع الأنبياء ويؤمنون بما أنزل إليهم كدت لا أصدق أذني. وكان هذا جديد استفدته عن الإسلام لذلك لم أعد أشك في أن هذا الدين يصلح لأن يكون دينا عاما".
وإذا كان هذا رأي رجل غير مسلم، فحري بنا أن نعلم لماذا جعل الله ترك الصلاة عنوانا على الانغماس في الشهوات وطريقا للوقوع في الغي والضلال، وسبيلا للهلاك في الدنيا وسببا من أسباب الخلود في النار. قال تعالى في سورة مريم:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}